لاشك أن تعليم الناس القرآن الكريم يرفع مقام المعلم والمتعلم إلى الخيرية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَيرُكم مَن تعلَّم القُرآنَ وعلَّمه)) (البخاري)، ومن هنا تنبع أهمية دراسة وتدريس القرآن الكريم والتي تتنوع طرق التدريس له حسب متغيرات الموقف التعليمي، لأن الطريقة الواحدة مهما كان لها من المحاسن التي قد تطغى على المساوئ لا بد أن يؤدي الاستمرار عليها إلى نوع من الجمود؛ ولذا يحسن أن يغير المعلم من طريقة أدائه وأسلوب تعليمه حسب مجريات الأمور وتغير الظروف والأحوال، معتمدًا على خبرته، مستغلًا إمكاناته وقدراته الشخصية، مستفيدًا من معطيات البيئة، معتمدًا على رغبته في الإبداع والابتكار والتجديد، متصفًا بالمرونة والقابلية للتكيف مع مستجدات الموقف التعليمي، مستشعرًا أن ما يعلمه من خير كنوز الدنيا، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: (( أيحب أحدكم أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، فقال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عزوجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل)) (مسلم)
أهم طرق تدريس القرآن الكريم:
الطريقة الأولى: استراتيجية التدريس المباشر:
تعرف استراتيجية التدريس المباشر بأنها طريقة في التعليم والتعلم، وتتألف من ثلاث طرق تعليمية هي: طريقة المحاضرة، طريقة العروض العملية، طريقة التدريب والممارسة.
ويتم التدريس بهذه الاستراتيجية من خلال المرور بأربع مراحل هي:
أولا: مرحلة التقديم:
وتتم من خلال الخطوات التالية:
- التقييم اليومي: حيث يقوم المعلم بتقييم الدرس السابق لجميع الطلاب مع بداية الدرس.
- التمهيد: يقوم المعلم بجذب انتباه الطلاب وتشويقهم، ويختار ما يناسب مما يأتي:
- ذكر قصة مشوقة ذات صلة بالآيات القرآنية (موضوع الدرس).
- ذكر سبب النزول للآيات إن وجد.
- ربط الدرس السابق بالدرس الحالي.
- إلقاء بعض الأسئلة التي تكون إجاباتها متصلة بحياة الطلاب أو بموضوع الدرس.
ثانيًا: مرحلة العرض:
ويتم تنفيذ هذه المرحلة وفق الآتي:
- القراءة النموذجية للدرس: حيث يطالب المعلم طلابه بفتح مصاحفهم مع الانتباه الكامل، ويقوم بالقراءة الجهرية مع مراعاة
الآتي:
- الالتزام بقواعد التجويد الأساسية (من إخراج الحروف من مخارجها وإظهار حروف القلقة، وأحكام النون الساكنة والتنوين وأحكام المد ونحو ذلك).
- الوقوف عند مصطلحات الضبط الخاصة بالقرآن الكريم، مع ضرورة إفهام الطالب بمدلولاتها.
- إظهار التأثر بمعاني آيات القرآن الكريم أثناء التلاوة في نبرات الصوت، من أمر وزجر وإنكار وتعجب واستفهام...
- مناسبة الصوت للفصل، فلا بد أن يكون الصوت ونغمة التلاوة بمقدار إسماع جميع الطلاب لا عاليًا ولا منخفضًا.
- يمكن أن يستمع الطلاب -بمتابعة المعلم- إلى الآيات المقررة من مقرئ جيد. - التنبيه للكلمات المتوقع الخطأ فيه.
ثالثًا: مرحلة الممارسة الموجهة:
وتتم هذه المرحلة بقراءة التلاميذ الجماعية الترديدية للآيات، وكلما ازداد ضعف الطلاب زادت أهمية القراءة الجماعية، ويراعي المعلم أثناء تلاوة الطلاب الجماعية ما يأتي:
- يردد جميع الطلاب خلف المعلم أو جهاز التسجيل أو البرنامج الحاسوبي المقطع المقرر بصوت لا يكون عاليًا ولا منخفضًا يستطيع من خلاله المعلم تمييز الخطأ في التلاوة، ويختار المعلم من الأجهزة والبرامج -في حال استخدمها- ما يخرج النص ويعطي إمكانية التوقف بعد كل آية أو جزء من آية مما يحسن الوقف عليه.
- يقوم المعلم أثناء ذلك بمتابعة الطلاب متابعة دقيقة ليتأكد من قراءة الجميع ومتابعة صحة التلاوة بإعادة القراءة للكلمات التي أخطأ الطلاب في قراءتها.
- يطلب المعلم من بعض الطلاب تصحيح أخطائهم بتلاوة بعض الآيات ليتأكد من سلامة تلاوتهم لها.
رابعًا: مرحلة الممارسة المستقلة:
وفي هذه المرحلة يبدأ الطلاب في ممارسة القراءة تحت إشراف المعلم وفق الخطوات التالية:
- قراءة الطلاب الفردية للآيات، ويراعي المعلم أثناء تلاوة الطلاب الفردية الجهرية ما يأتي:
- يبدأ بمن مستواه متوسط أو دون ذلك من الطلاب، والغرض من المتابعة للطلاب بالقراءة الفردية هو تصحيح التلاوة.
- يتابع تلاوات الطلاب بالتصحيح والتوجيه والإرشاد وإثراء معلوماتهم.
- يوجه الطلاب للأحكام التجويدية التطبيقية في الآيات مع عدم الإسهاب في ذلك للتمكن من إقراء أكبر عدد من الطلاب. - تنبيه الطلاب لتقويم هذا الدرس في بداية الدرس القادم تقويمًا مستمرًا: فيطالب المعلم طلابه بإتقان تلاوة النصاب المقرر ليقوّم جميع الطلاب في بداية الدرس القادم، ويرصد الدرجة قبل البدء في الدرس الجديد.
الطريقة الثانية: طريقة التعلم التعاوني (وتناسب حصص المراجعة):
ويتم تنفيذ التدريس بهذه الاستراتيجية من خلال المرور بخمس مراحل:
أولًا: مرحلة التهيئة الحافزة:
وفيها يركز المعلم انتباه الطلاب ويثير دافعيتهم للتعلم.
ثانيًا: مرحلة تكوين المجموعات:
حيث يوزع المعلم الطلاب إلى مجموعات، عدد كل مجموعة 4-6 طلاب، ويراعي أثناء التوزيع:
- أن تكون كل مجموعة متجانسة مع المجموعة الأخرى.
- يختار الطلاب في كل مجموعة قائدًا لهم ويستبدل دوريًا لتحقيق مهارة القيادة لجميع الطلاب.
- أن تكون كل مجموعة متجانسة مع المجموعة الأخرى.
- يختار الطلاب في كل مجموعة قائدًا لهم ويستبدل دوريًا لتحقيق مهارة القيادة لجميع الطلاب.
ثالثًا: مرحلة توضيح المهام التعاونية:
فيشرح المعلم لطلابه المهمة التعاونية في أول مرة يطبق فيها الطريقة، ويحدد زمن المهمة (النشاط) لجميع المجموعات، ويكتب على السبورة النشاط الآتي: (مهمة تعاونية):
بالتعاون مع أفراد مجموعتك حاول أن:
بالتعاون مع أفراد مجموعتك حاول أن:
- تعرض (تسمع) آيات الدرس عرضًا صحيحًا.
- تطبق أحكام التجويد أثناء عرض آيات الدرس.
- تبرز الروابط المعنوية بين الآيات والمتشابهات اللفظية إن وجدت.
- تنجز المهمة وفق الزمن المحدد.
رابعًا: مرحلة العرض:
يوزع المعلم نصاب المراجعة بين المجموعات بالقرعة، ويسمّع أفراد المجموعة الأولى المقطع المقرر بحيث يسمع الطالب الأول ثم يكمل الآخر من حيث توقف من قبله، وهكذا إلى أن ينتهي المقطع، ثم تكمل المجموعة الثانية تسميع المقطع المقرر عليها وفقًا للطريقة السابقة، ثم باقي المجموعات هكذا، وتقوّم كل مجموعة من قِبل المجموعات الأخرى بمتابعة المعلم وفق نموذج معد لهذا الغرض.
ويمكن للمعلم من باب التنويع أن يحدد جزءًا من نصاب المراجعة ويطلب من المجموعات أن يعرضوه كتابة ويتم التصحيح والتقويم من قِبل المجموعات بمتابعة المعلم، فالمجموعة الأولى تصحح وتقوم للمجموعة الثانية، والثالثة تقوم الأولى وهكذا، ثم يعرض قائد كل مجموعة النتائج التي توصلت إليها مجموعته.
دور المعلم في هذه المرحلة:
- اشراف على عمل المجموعات.
- إزالة الصعوبات التي قد تواجه الطلاب سواء في الحفظ أو تطبيق أحكام التجويد، وتبيين المتشابهات اللفظية والروابط المعنوية التي تساعد على إتقان الحفظ.
- إثارة الدافعية والمنافسة بين المجموعات من خلال وضع حافز تشجيعي بين المجموعات.
- مناقشة نتائج كل مجموعة ليتمكن من تقويم كل طالب في كل مجموعة وليتمكن من تقويم عمل الجلسات.
خامسًا: مرحلة التقويم:
يقوم المعلم تلاوة الأفراد والمجموعات ويحدد مستوياتهم من خلال الآتي:
- حصر أخطاء الطلاب الفردية في كل مجموعة.
- مدى تحقق المهارات التعاونية أثناء التلاوة.
- تحديد مستوى كل مجموعة حسب درجة إتقان أفرادها.
- ترتيب المجموعات وفقًا لمستوياتها.
* المرجع:
وزارة التعليم. (1437هـ). دليل معلم القرآن الكريم 4/ت النظام الفصلي للتعليم الثانوي مدارس تحفيظ القرآن الكريم. المملكة العربية السعودية: وزارة التعليم.
جزاكم الله خيرا
ردحذفوإياك
حذفراااائعة جزاكم الله خير الجزاءونفع بكم
ردحذفوإياك
حذفجزاكم الله خيرا ..ونفع بكم .. موضوع مهم ومفيد جدا
ردحذفوإياكم
حذفبوركت الجهود وجزاكم الله خير، عرض منظم خطواته محددة وواضحة تحقق الفائدة بسهولة التطبيق.
ردحذفوإياكم .. نسأل الله لكم التوفيق
حذف